إن الجاثوم هو أحد مشكلات النوم الشائعة، وهو عبارة عن شلل جزئي للنائم يعوقه من الاستيقاظ التام، ومن المهم معرفة لماذا يأتي الجاثوم في النوم وكل أسبابه وكيفية الوقاية من حدوثه المتكرر الذي يؤرق العديد من الناس ويجعل مسألة النوم أمر عصيب بالنسبة لهم. في هذا المقال عبر موقعكم الوافي سوف نقدم لكم جميع ما تودون معرفته عن الجاثوم.
لماذا يأتي الجاثوم في النوم
إن أغلب الدراسات التي بحثت حول موضوع الجاثوم أجمعت على أن الضغط النفسي أو الذهني هما السبب الأكثر احتمالًا حدوث الجاثوم. فعلى الرغم من أن السبب الدقيق وراء لماذا يحدث الجاثوم في النوم غير معلوم إلى الآن، إلا أن هناك أسباب وضعتها الأبحاث المقدمة في هذا الصدد ومن أهمها ما يلي:
- يأتي الجاثوم في أحيانِ كثيرة بسبب عدم الحصول على مدة كافية من النوم، أو وجود اضطرابات في مواعيد النوم، كأني يعاني الشخص من مواعيد نوم غير منتظمة أو متغيرة في فترات كثيرة.
- يحدث الجاثوم نتيجة التعرض لعوامل نفسية مؤلمة، مثل المرور بتجربة سيئة، أو التعرض لظروف حياتية قاسية وغير مستقرة.
- من أسباب حدوث الجاثوم كذلك القلق والتفكير الكثير إذ يرتبط بمشاعر الفزع والهلع التي قد تنتاب الشخص من حين إلى آخر.
- تشير بعض الأبحاث أيضًا إلى أن النوم على الظهر من العوامل التي تحفز حدوث الجاثوم، فمعظم حالات الجاثوم وأغلبها تحدث خلال استلقاء الشخص على ظهره ونومه بهذه الطريقة.
- رجحت بعد الدراسات أن سبب حدوث الجاثوم خلال التوم قد يكون مرتبطاً بتثبيط خلايا العصب الحركي في منطقة الجسر في الدماغ. حيث يُعتقد أن انخفاض مستويات الميلاتونين يمكن أن يؤدي إلى منع تنشيط العضلات، مما يمنع الشخص النائم من تحريك عضلاته أثناء نومه.
- إن حدوث الجاثوم من الوارد أن يكون بسبب وجود تغيرات عدة في حياة المصاب، أو الانتقال من مكان إلى آخر وعدم القدرة على التأقلم.
- الإفراط في تناول المشروبات الكحولية وكذلك التدخين وتعاطي أي نوع من المخدرات، كلها عوامل تحفز من حدوث الجاثوم خلال النوم.
- العمل الذي يبذل فيه الشخص مجهودًا ذهنيًا أو جسديًا كبيرًا من شأنه تحفيز حدوث الجاثوم.
- الإرهاق الناتج عن السفر يزيد من احتمالية التعرض إلى الجاثوم.
- العوامل الوراثية لها دور كذلك في هذه الحالة، فالتاريخ العائلي مع الجاثوم قد يكون أحد عوامل حدوثه عند الأشخاص لا سيما إن كان يحدث بشكل متكرر للشخص.
ما هو الجاثوم وتعريفه
يعرف الجاثوم في ثقافات عدة بأسماء مختلفة فهو شلل النوم. ويطلق عليه الرابوص أو أبو لبيد وأبو بوغطاط وفي اللغة الإنجليزية تسمى تلك الحالة بـ (sleep paralysis). وهو حالة تجعل الشخص يصح من نومه بشكل جزئي، كأن يظل جسده نائمًا رغم محاولته الاستيقاظ وإحساسه بالواقع من حوله.
ومن الجانب الفسيولوجي فإن جاثوم النوم يعد اضطراب مرتبط بما يعرف بحركة العين السريع. إذ يحدث شلل النوم حينما يفيق المخ من نوم حركة العين السريعة هذه. مما يعين أنه بصرف النظر عن محاولتك في الاستيقاظ من النوم والحركة تبقى عاجزًا عن الحركة لبرهة من الزمن.
قد يخلط البعض بين الجاثوم والكوابيس، على الرغم من تشابهمها إلا أن كل واحد منهما حالة مختلفة عن الآخر. والجدير بالذكر هو تشابه بعض الأعراض ما بين الجاثوم والكوابيس لكنهما مختلفان. فالضغط النفسي يولد كلاهما. لكن الفارق بينهما أن الجاثوم يجعل الشخص مصاب بحالة من العجز عن الاستيقاظ وكأن جسدًا يجلس فوقه يمنعه من الاستيقاظ. بينما نجد أن الكابوس يقطع على الشخص نومه ويوقظه بشكل مفاجئ وسريع. وكلاهما قد يحدثان نتيجة القلق والاضطرابات النفسية.
ما هي أعراض الجاثوم
هناك مجموعة من العلامات والأعراض التي تحدث خلال شلل النوم، ومنها ما يلي:
- الهلوسات التي قد تكون سماعية أو بصرية أو شعورية، حيث يعتقد الشخص عند استيقاظه جزئيًا أن الهلوسات حقيقية بشكل ملحوظ، ومن المعتاد أن تتضمن الهلوسات رؤية أو سماع أشباح أو أجسام خطرة، بالإضافة إلى الشعور بلمس أو وجود شيء فوق الشخص أو جذبه من الفراش.
- الشعور بالفزع والخوف
- الشعور بالثقل أو الضغط على الصدر.
- صعوبة في التنفس.
- الشعور بقرب الموت.
- آلام العضلات.
- الإفراط في التعرق.
الجاثوم هل هو من الجن؟
هناك اعتقاد شائع في كثير من الثقافات حول العالم أن الجاثوم هو عبارة عن مس شيطاني أو أنه عبارة عن جن يلبس الإنسان. وهو اعتقاد قد تجسد أيضًا في أحد لوحات فنان مشهور يدعي “هنري فوسيليري” وهو فنان سويسري إنجليزي.حيث قام بتجسيد الجاثوم في لوحاته على شكل شيطان ووحش قبيح المظهر يجلس فوق صدر الشخص ويشل حركته. وكان ذلك في عام 1728.
وفي الثقافة الشرق أوسطية يعتقد أن الجاثوم هو عبارة عن شيطان أو جن يؤرق على الإنسان نومه وعليه أن يستعيذ منه. والجدير بالذكر في هذا الصدد أنه الجاثوم ليس جنًا ولا شيطانًا ولا وحشًا أسطويًا أو عفريتًا، فهو حالة نفسية فيزولوجية لها دلالات علمية ولا صلة لها بتلبس الجن للإنسان أو مس الشياطين أو الأرواح الشريرة كما يُقال.
وقد أوضح العديد من الأطباء حالة الجاثوم من الناحية الصحية. كذلك من الجانب الديني فكثير من المشايخ قد نفوا ارتباط الجاثوم بالجن والشياطين وتلك الأمور التي يربطها الناس بالمعتقدات الدينية أيضًا.
كم مدة يستمر الجاثوم؟
إن نوبات الجاثوم قد تشتغرق ثواني معدودة وربما تصل إلى نصف ساعة في أسوأ الحالات. لكن متوسط المدة تترواح ما بين 5 دقائق إلى 8. وعادة ما تنتهي تلك النوبات من تلقا نفسها دون تدخل خارجي إلا أنه في بعض الحالات قد يقطع النوبة ملامسة شيء أو الاهتزاز أو صوت شخص أو أن يحرك جسدك أحد. وتنتشر تلك النوبات ما بين حوالي 8% من الأشخاص، في مراحل مختلفة من حياتهم. ولا تكون نوبات الجاثوم متتالية أو متتكررة في الأغلب. فهي تأتي من بين فترة وأخرى نتيجة مجموعة من المحفزات والأسباب التي ذكرنا لكم أبرزها. ولا يتطلب الأمر فحص طبي إلا في حال إن كانت متكررة مع مضاعفة الأعراض؛ وذلك لأنها قد ترتبط بأمراض أخرى مثل انسداد التنفس النومي.
علاج الجاثوم
يرتبط علاج الجاثوم بعلاج المسببات والعوامل التي تؤدي إليه، وأهم خطوة هي ممارسة بعض الأنشطة المهدئة قبل النوم، ومحاولة الاسترخاء وتهدئة الذات، مع الحرص على ما يلي:
عدم التفكير في المشكلات الحياتية قبل النوم.
حاول ألا تجبر نفسك على النوم، وقم بالنوم حينما تشعر فعلًا بالنعاس.
ابتعد عن مشتات الانتباه، وتجنب مشاهدة أفلام الإثارة والرعب قبل النوم.
اجعل محيطك قبل النوم هادئًا وابتعد عن الأنوار والإضاءات المزعجة.
حاول ممارسة التمارين الرياضية أو اليوجا أو أنشطة التأمل والاسترخاء.
احصل على مشروب ساخن قبل النوم كي تساعد أعصابك على الاسترخاء.
في حال إن كانت حالتك متطورة وتعاني بشكل كبير من الجاثوم واضطرابات النوم، لا بد من الخضوع لاستشارة طبية عاجلة. لا تتردد في طلب المساعدة فالأمراض النفسية ليست أقل خطرًا من الأمراض الأخرى فلا حرج في ذلك.
نصائح للوقاية من الجاثوم
بعد أن عرفت لماذا يأتي الجاثوم في النوم هناك بعض الأمور السهلة إتباعها.والتي من شأنها أن تقلل من احتمالية التعرض للجاثوم/ ومن ضمنها ما يلي:
- يفضل الحصول على مجة كافية من النوم تتراوح بين 6 إلى 8 ساعات يوميًا فهذا يُعد أمرًا جوهريًا لصحة النوم والراحة اليومية.
- الالتزام بأوقات محددة للنوم والاستيقاظ يوميًا يُسهم في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام يُعزز جودة النوم، لكن من الأفضل تجنب ممارسة التمارين الرياضية خلال فترة قريبة من وقت النوم، بحوالي 4 ساعات.
- تجنب القيلولة في فترة ما بعد الظهر بعد الساعة الثالثة، حيث يمكن أن تؤثر على نوعية النوم ليلاً.
- ابتعد عن تناول الطعام الثقيل أو المشروبات الغنية بالكافيين قبل النوم، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين في تلك الفترة.
- النوم على الظهر قد يؤثر على جودة النوم وراحته، لذا يُفضل تجنب هذه الوضعية.
- تهيئة البيئة المحيطة في غرفة النوم يمكن أن يُساهم في إعداد الجسم للراحة، من خلال استخدام الإضاءة الخافتة وتجنب مشاهدة التلفاز في الساعات القليلة قبل النوم.
- تجنب استخدام غرفة النوم للعمل أو التفكير النشط، لتكون مكانًا مخصصًا للراحة والنوم فقط.
- الحركة البدنية المنتظمة يمكن أن تحسِّن نوعية النوم، ولكن يُفضل ممارسة الرياضة قبل ساعات قليلة من النوم.
- تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم يُعتبر خطوة مفيدة لتهيئة العقل للراحة والهدوء.
- تقليل مستويات القلق والاكتئاب يمكن أن يساهم في تحسين جودة النوم والحصول على راحة أفضل خلال الليل.
لا علاقة للجاثوم بالحسد أو أعمال السحر وما شبه، فهو اضطراب يصيب الشخص نتيجة عوامل وأسباب كثيرة.
لا تتسبب حالات الجاثوم في الوفاة بأي شكل من الأشكال، فهو شلل جزئي خلال النوم يعوق الشخص من الاستيقاظ ولكن بشكل مؤقت.
مواضيع قد تهمك أيضًا: كيف تعرف أنك مكتئب؟ 10 علامات ستخبرك أعراض الاكتئاب